-->

الحمار رايح الجيش !
في مصر كانت الحمير مفروض عليها تأدية الخدمة العسكرية في الجيش !
.
جاء في كتاب عبد الرحمن الرافعي ( ثورة 1919 تاريخ مصر القومي ص 63) ما يلي :
صدر مرسوم سلطاني في 20 اكتوبر 1918م بتشجيع الشعب المصري على التطوع في خدمة الجيش الانجليزي ومنحهم امتيازات تحثهم على هذا التطوع , وزادت حركة مصادرة الإبل والدواب , فقد أصدرت السلطة العسكرية الانجليزية في نوفمبر 1918 بلاغا بأنها ما زالت في حاجة إلى جمال ونياق وحمير تجمعها من مختلف المديريات , وحتمت على أصحابها أن يحضروا ما لديهم من هذه الدواب إلى مراكز وأقسام الشرطة لمعاينتها تمهيدا لشرائها , ( بمعنى ان الجيش والشرطة والعمد الجميع في خدمة جيش الاحتلال وضد الشعب ) ! .
وينص المرسوم السلطاني أيضا على أنه لا يجوز للشعب أن يتصرف في البغال والحمير والدواب التي يملكها أو ينقلها من محافظة لأخرى أو من مدينة لأخرى إلا بإذن من مأمور القسم أو المركز ... يعني الفلاح يذهب لرجل الشرطة ويقول له : يا حضرة الضابط انا ذاهب في زيارة بنتي في القرية المجاورة وأستأذنك في تصريح بالذهاب بحماري إليها , ويا ويل من تموت دابته .... بقرة أو جاموسة أو حمار , إذ كان لزاما عليه أثبات أنها ماتت بطريقة طبيعية وأنه لم يتعمد قتلها للإفلات من خدمة جيش الاحتلال !
وكان كل جمل أو ناقة أو حمار لايصلح للأعمال العسكرية يدمغ بعلامة مخصوصة بحيث إذا وجد حيوان غير مدموغ بتلك العلامة ولم تأخذه السلطة العسكرية يؤخذ ويعاقب صاحبه وكان العقاب سجن من سنة إلى 3 سنوات حسب قانون المحتل والذي كان ينفذ بأيد الشرطة والقضاء المحلي المصري !
ومعنى ذلك ان السلطة العسكرية الانجليزية بمعاونة الجيش والشرطة الوطنية استولوا على جميع الابل والنياق والحمير الصالحة للاعمال العسكرية بأبخس الأثمان ولم تبق منها إلا ما يقرر الأطباء البيطريون عدم لياقته للخدمة العسكرية ... نعم ... في مصر كانت الحمير والجمال مفروض عليها تأدية الخدمة العسكرية !
وطبعا كان هناك بعض الفلاحين حاولوا الهروب من أن تذهب حميرهم للتجنيد الاجباري , فكان الفلاح يقوم بحرق أو جرح حماره حتى يصبح معاقا ولا يؤدي الخدمة العسكرية , وطبعا زادت الرشاوي لرجال الجيش والشرطة والأطباء البيطريين والعمد والمشايخ من اجل عدم الزج بالحمير للتجنيد !